هموم العصر
قد ينسى الانسان في هذا العصر ان الراحة ليست في ما بيده من ماديات واجهزة يواكب بها العصر وانما ما يجده في نفسه عندما يركن الي ما يجعله سليم الصدر مرتاح البال وهنا السؤال اين يجد الانسان راحة البال ؟
الانسان وضع نفسه في صراع يتسابق مع من سبقوة في جمع ملذات الدنيا وغالبا ما يجد نفسة في ذيل الركب فيضغط على نفسة وعلي من حوله ليلحق بمن سبقوه وما يملء عين ابن ادم الا التراب ولا ننكر ان هذا العصر اكثر ضغوطا من غيرة ولن ينصلح حالنا الا بما انصلح به حال أولنا وهو القناعه بما في ايدينا وليس معني ذلك اننا ننكر الاجتهاد وبذل الجهد وانما من يتحلي بالاجتهاد والتوكل علي الله فهو لا محاله اكتسب راحة البال وايضا والتقدم في حياته واصبح اعجوبة زمانة ولكن من يقدر علي ذلك.
حكي لي جدي قائلا وهو مندهش من حال الناس في هذة الايام
ان الناس زمان في القرية التي كان يعيش فيها يجتمعون ويخترعون بعض الالعاب التي كانوا يروحون بها علي انفسهم كل مجموعة مع بعض ويتبارون في هذة الالعاب وان القرية كان بها ولي من اولياء الله الصالحين وكان خال جدي قد وهب نفسة لخدمة هذا الولي فكان يمر علي بيوت القرية والقري المجاورة ليجمع ما يهبه الناس للولي فكان يغادر القريق والخورج(الاناء ذى الفتحتين الذى كان يوضع علي الحمار) ملئ بالبط والوز والفراخ وغيرة...
ولم تكن فكرة السفر مسيطرة علي رءوس الشباب وانا كنا نعرف ان السفر خارج البلاد اصبح اسهل حل لما نعانيه من مشاكل اقتصادية الكل يعلمها
حينما كان الانسان يريد ان يخلو بنفسه يجلس بعيدا عن الناس ويتأمل الدنيا وما فيها كأن يجلس جنب الساقية ،علي شاطئ البحر. اما هذة الايام فاصبح الانسان لايخلو بنفسه لانه من ناحية ليس لديه الوقت لذلك ومن ناحية اخري لانه لم يعد متصالح مع نفسة ويفعل فقط ما تمليه علية الضغوط الحياتية اليومية التي لاتتركه حتي في نومة